أسباب زيادة المشاكل الزوجية خلال جائحة الكورونا، وطريقة بسيطة للحل

 

المشاكل الزوجية من أكثر الامور الشائكة المعقدة التي تتطلب الكثير من الجهد، والصبر للتعامل معها بشكل صحيح.

تشير العديد من المؤشرات مؤخرا وفقاً للمتخصصين في العلاقات الزوجية أن بقاء الزوجين لفترات طويلة داخل المنزل بعد جائحة الكورونا وممارسة العديد من الازواج لأعمالهم من داخل المنزل، أدى إلى زيادة المشاحنات والجدال والنقاشات السلبية، وبالتالي ارتفاع نسبة التوتر في الحياة الزوجية.
على سبيل المثال هناك العديد من المؤشرات والتصريحات الرسمية لبعض مؤسسات الرعاية الاجتماعية في أكثر من دولة تشير إلى أن نسبة الخلافات الزوجية زادت لثلاث أضعاف منذ عام 2020 بالتحديد خلال فترة الحجر الصحي بسبب جائحة كورونا.

تعتبر فترات العزل الصحي من أكثر الفترات التي شكلت تحدي كبير لمعظم العلاقات. التوتر الناتج عن الجو العام.. والخوف من العدوى او الاصابة بفيرس مستجد والخوف على الأبناء والمقربين بالتأكيد ينتج عنه جو سلبي سرعان ما تتاثر به العلاقات العاطفية والحياة الزوجية بالتحديد.

بالتحدث مع الأزواج الذين مروا بتجربة الحجر الصحي لمدة 14 يوم . تحدث أحد الازواج وهو مسئول متقاعد في شركة طيران استرالية أنه عندما قضى هذه الفترة هو وزوجته منعزلين عن العالم بشكل إجباري ظلا يقضيان الوقت في محادثات طويلة. ظلت زوجته تتذكر أمور وأوقات عصيبة مرت بينهما. عقبات ومشاكل كان الزوج يظن أنها انتهت لكنه اكتشف في فترة الحجر أنها لازالت موجودة في ذاكرة زوجته! وأدى الأمر في النهاية إلى أنهما استعادا النقاش والجدل في نفس الأمور القديمة التي يفترض بهما أنهما قد تجاوزاها بالفعل. لكن ما حدث أنهما استسلما لتأثير المناخ السلبي المحيط بهما. ووضعهما في حالة عزل وشعورهما بإحتمالية الإصابة بفيرس قاتل. بالإضافة إلى الفراغ والقضاء فترات طويلة وجهاً لوجه بدون القيام بأي نشاط. الامر الذي حفز ذاكرتهما على استعادة بعد المواقف السلبية التي مرت عليهما وإحيائها من جديد!

اقرأ أيضًا: 10 علامات على العلاقة العاطفية الناجحة

الحزن تاثيره على الحب أقوى من تأثير السعادة!

المشكلة الحقيقية في إستعادة المشاكل هي أن المشاعر السلبية في الحب  لها تأثير أكبر من السعادة المشاعر الايجابية.

أظهرت الكثير من الأبحاث أن قيام احد الزوجين بفتح الحديث في مشكلة قديمة واعادة الشجار مرة اخرى له تأثير سلبي يساوي ثلاث أضعاف الأثر الايجابي الذي يحدثه استعادة الذكريات السعيدة أو الإجابية.. أي أن النسبة بين تأثير  الحزن وتأثير السعادة تساوي تقريبا 4 : 1

بالتالي يجمع المتخصصين على أن إعادة شريك الحياة إلى مشكلة قديمة ومحاولة النقاش فيها من جديد هو من أخطر التصرفات التي يمكن أن تدمر أي علاقة عاطفية. للأسف الحزن أقوى من السعادة في قانون الحب!

لماذا يؤثر الحزن والمشاعر السلبية على حياتنا أكثر من السعادة ؟

تحدث كل من المحررين John Tierney و Roy F. Baumeister في كتابهما  "The power of bad"  ... تتحدث فكرة الكتاب عن أن البشر بطبيعتهم يميلون للإستجابة بقوة للمشاعر والأحداث السلبية أكثر من المشاعر الايجابية. على سبيل المثال عندما نسمع مزيجا من المديح والنقد فالعقل الباطن بطبيعته يميل أكثر للتركيز على النقد أكثر من الاستمتاع بالثناء.. فيما يطلق عليه (التحيز السلبي) بغرض الدفاع عن النفس، إلا أن الاستسلام لذلك الدافع الغير واعي بالتأكيد يدفعك للتصرف تصرفات ربما تزيد من نفور شريك حياتك تجاهك.

ففي العلاقات يعمل التحيز / التأثير السلبي على تضخيم أخطاء شريك حياتك، ويحفز داخلك شعور أنك لا تحصل على التقدير الكافي. وأنك تستحق علاقة أفضل.. وبالتالي تصبح مع الوقت عاجزًا عن تجاوز المشاكل والصدامات، تقضي وقت أكبر في التفكير في الأمور السيئة أكثر من الجيدة. وبناء على ذلك المبدأ تحدث الكثير من علماء النفس عن أن السبب الرئيسي وراء صعوبة استمرار الكثير من العلاقات فترات طويلة هي أن أحد الطرفين كان سلبيا تجاه الاخر لفترة طويلة، بحيث بدأ الاخر في الاستجاب لهذه السلبية واصبح سلبي هو الاخر تجاه العلاقة وتجاه شريك حياته. وللأسف عندما يحدث هذا يكون من الصعب جدا إنقاذ هذه العلاقة. فالسلبية في العلاقات العاطفية والزوجية مرض شديد العدوى.

ثمة الكثير من العلاقات تفشل بسبب الشكوك الغير صحيحة في نظرة وتقدير الطرف الاخر لك. الكثير من العلاقات كان من الممكن أنقاذها لو أن احد الطرفين لم يترك نفسه لدوامة السلبية.

كيف نتجنب الوقوع في فخ السلبية، وتجاوز أثرها على حياتنا؟

قبل الوقوع في فخ إستعادة المشاكل الزوجية والأحداث السلبية أن نذكر أنفسنا بالنسبة الأكبر لقوة الحزن وتأثيره على أي علاقة عاطفية، وقدرته على إفسادها. علينا أن نتذكر دائمًا أن نسبة تأثير الحزن مقابل تأثير السعادة على الحياة الزوجية هي نسبة تعادل 4 إلى 1.

نحن عندما نستحضر مشكلة قديمة ونستعيد اثرها السلبي داخلنا، ونحاول اجتذاب الطرف الثاني للتحدث والمناقشة مرة أخرى بشأنها أمر بالغ الخطورة. المشكلة ليست في الصدام وإنما في عجزنا عن تجاوز أثره السلبي.
لكن علينا أن نتذكر أن استعادة السلبيات مرة أخرى لن تساعدنا في تجاوز ذلك الاثر بالعكس ستزداد الأمور تعقيدا.

بالتالي علينا أن نستبدل إستعادة الحزن بإستعادة لحظات الفرح والسعادة التي جمعتنا. النوستالجيا والحنين للماضي الايجابي وليس السلبي. استعادة الكثير من  الاحداث الجميلة التي مرت علينا ولحظات الحب التي تشاركنا فيها
وممارسة النوستالجيا في الحياة الزوجية يمكن أن يكون لها أشكال متعددة من خلال الصور أو مقاطع الفيديو، الأغنيات، الأفلام، الكتب.

اقرأ أيضًا : سنجل أم مرتبط، أيهما أفضل؟ 

وفقًا للكثير من علماء النفس فإن ممارسة الحنين إلى الماضي، أو النوستالجيا بشكل صحيح تساعد في تحفيز المشاعر الإيجابية داخلنا. وتزيد من قيمة الترابط الاجتماعي واحترام الذات، والتفاؤل بشأن المستقبل. علاوة على أنها تعتبر من أكثر الأشياء التي تساعدنا على تنمية علاقاتنا الاجتماعية والسعي لتحقيق أهداف حياتية مهمة.

وبالتالي وبدون أي شك ممارسة النوستالجيا والحنين الايجابي بين الزوجين لن تساعد فقط على الحد من توتر الخلافات وتجاوز أثر المشاكل الزوجية، ولكن أيضًا ستزيد من إرتباطهما ببعض. وستساعد على تعزيز قيم التسامح  والتقدير والامتنان بينهما. كما أنها حيلة قوية لمقاومة الملل والقلق، وأكبر عامل محفز لكلاهما على خلق المزيد من اللحظات السعيدة بينهما في المستقبل.

اقرأ أيضًا: 29 نصيحة قبل الزواج 

 

المصادر: The Atlantic  -   Psychcentral

https://www.theatlantic.com/family/archive/2020/01/negativity-can-ruin-relationships/604597/

إختبار : How nostalgic you are

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النرجسي السيكوباتي .. نموذج حي للشيطان على الارض

حقائق مهمة عن اضطراب ثنائي القطب

تطبيقات الذكاء الاصطناعي للدعم النفسي