كيف يؤثر ضعف الثقة بالنفس وتقييم الذات المتدني على شكل العلاقات العاطفية ؟
تُعدّ الثقة بالنفس من أهمّ سمات الشخصية التي تُبنى عليها العلاقات الإنسانية، خاصةً العاطفية. فعندما يمتلك الشخص ثقة عالية بنفسه، ينعكس ذلك على سلوكه وتفاعله مع الآخرين، مما يُساهم في بناء علاقات صحية وسعيدة.
للتفاصيل شاهد الفيديو:
كذلك كثيرا ما يعاني الأشخاص أصحاب تقييم الذات المتدني من "نمط التعلق الغير آمن" .. ونمط التعلق هو شكل وسلوك كل إنسان منا في تجاربه وحياته العاطفية والذي يتشكل وفقا للمناخ والتجارب التي سيطرت على شكل مرحلة طفولته المبكرة، ووفقا لنظرية التعلق في علم النفس.. ينقسم البشر لنوعان:
نمط تعلق آمن:
والذي يعبر عن حصول الشخص في مرحلة طفولته على دعم نفسي وعاطفي كافي ومناخ آمن ومستقر مما انعكس على سلوكه في حياته وعلاقاته العاطفية في مرحلة النضج
نمط تعلق غير آمن:
يُشير نمط التعلق غير الآمن إلى تجارب الطفولة التي لم تُلب فيها احتياجات الطفل العاطفية بشكل كافٍ، مما يؤدي إلى شعوره بعدم الأمان وعدم الاستقرار.
اقرأ أيضا: تغيير نظرتك وتقييمك لنفسك عن طريقة معادلة ويليام جيمس لتقييم الذات
أنواع نمط التعلق غير الآمن:
التعلق القلق: يتميز بالحاجة المُفرطة إلى القرب من الآخرين والخوف من الرفض.
التعلق المُتجنب القلق: مزيج من النوعين السابقين، حيث يشعر الشخص بالحاجة إلى القرب من الآخرين، لكنه يخاف من الرفض في نفس الوقت.
علاقة نمط التعلق غير الآمن بتقييم الذات والثقة بالنفس:
الشعور بالدونية: قد يشعرون بأنهم غير مستحقين للحب أو السعادة.
الخوف من الفشل: قد يخافون من الفشل في العلاقات أو من التعرض للأذى.
الصعوبات في التواصل: قد يجدون صعوبة في التواصل مع الآخرين والتعبير عن مشاعرهم.
السلوكيات المدمرة: قد يلجأون إلى السلوكيات المدمرة للعلاقات، مثل التذمر أو النقد أو إثارة المشاكل.
هل يساعد الارتباط العاطفي الناجح بشخص داعم ومخلص في زيادة تقييم الذات والثقة بالنفس لدى الطرف التاني ؟؟
الارتباط العاطفي بشخص داعم ومخلص ليس سببًا أساسيًا في زيادة نسبة الثقة بالنفس وتقييم الذات لدى الطرف الذي يعاني من تقييم متدني للذات. لكنّه يُلعب دورًا هامًا في تحسين هذه الصورة الذاتية.
أسباب انخفاض الثقة بالنفس وتقييم الذات:
- تجارب الطفولة: عادةً ما تعود جذور انخفاض الثقة بالنفس إلى تجارب الطفولة السلبية، مثل التعرض للإهمال أو الإساءة أو الانتقاد.
- المقارنة بالآخرين: قد يُقارن الشخص نفسه بالآخرين بشكل سلبي، مما يُؤدي إلى شعوره بالدونية وعدم الكفاءة.
- الفشل: قد يُؤدي الفشل في بعض جوانب الحياة إلى شعور الشخص بعدم القدرة على النجاح.
- المعتقدات السلبية: قد يُؤمن الشخص بمعتقدات سلبية عن نفسه، مثل "أنا لست جيدًا بما يكفي" أو "أنا لست مستحقًا للحب".
دور الارتباط العاطفي بشخص داعم ومخلص:
- يُساعد على الشعور بالأمان: يُقدم الشخص الداعم والمخلص شعورًا بالأمان والاستقرار، مما يُقلل من مشاعر القلق وعدم الأمان التي قد يعاني منها الشخص ذو الثقة المنخفضة بالنفس.
- يُعزز شعور الشخص بقيمته الذاتية: يُعبر الشخص الداعم والمخلص عن تقديره للشخص بشكل منتظم ويُظهر له دعمه المستمر.
- يُشجع الشخص على تحقيق أهدافه: يُشجع الشخص الداعم والمخلص الشخص على تحقيق أهدافه وطموحاته، مما يُعزز ثقته بنفسه وقدراته.
- يُساعد على النمو الشخصي: يُساعد الارتباط العاطفي الناجح على نمو الشخص وتطوره، مما يُعزز شعوره بالرضا عن نفسه.
- يُقدم الحب والقبول: يُقدم الشخص الداعم والمخلص الحب والقبول دون شروط، مما يُساعد الشخص على تقبل نفسه كما هو.
كيف يمكن للشخص ذو الثقة المنخفضة بالنفس تحسين صورته الذاتية؟
- العلاج النفسي: يُساعد العلاج النفسي في فهم جذور انخفاض الثقة بالنفس وتعلم كيفية بناء احترام الذات.
- مجموعات الدعم: تُتيح للشخص فرصة التواصل مع أشخاص آخرين يواجهون تحديات مماثلة ومشاركة تجاربه.
- العناية الذاتية: من المهم للشخص ذو الثقة المنخفضة بالنفس أن يعتني بنفسه جسديًا وعاطفيًا.
- ممارسة الرياضة: تُساعد الرياضة على تحسين الحالة المزاجية وتعزيز الثقة بالنفس.
- التغذية الصحية: تُساعد التغذية الصحية على تحسين الصحة الجسدية والنفسية.
- ممارسة الهوايات: تُساعد ممارسة الهوايات على الشعور بالإنجاز وتحسين الثقة بالنفس.
- التطوع: يُساعد التطوع على الشعور بالرضا عن النفس وتحسين الثقة بالنفس.
خاتمة:
الارتباط العاطفي بشخص داعم ومخلص يُساعد على تحسين تقييم الذات والثقة بالنفس، لكنّه ليس سببًا أساسيًا لزيادتها. فالشخص ذو الثقة المنخفضة بالنفس يحتاج إلى بذل الجهد لتحسين صورته الذاتية من خلال العلاج النفسي والعناية الذاتية وممارسة الأنشطة الإيجابية.
تعليقات
إرسال تعليق